by Rayan Khalil
تعارفنا و عيوننا مغمضة
أهو الصدق أم الجهل الأعمى؟
ذات صحو، و انا امارس هوايتي الفضلى .. الحملقه بمروحة السقف ، راودتني تساؤلات اذا ما كنت مطلقة الصواب ام فاحشة الخطأ..
من يدري ربما لن ادري ابدا.. و يخرج صوت أقل حدة من صوتي من تحت السرير
– هسي يعني بالجد حيعملو ثورة؟
– بتعملي شنو عندك؟
– بفتش في قلم
– تحت السرير؟
– حنبقى زي سوريا؟
– بتجيبي الكلام دا من وين؟
تخرج اختي الشقية من تحت السرير و هي تحمل قلما اخضرا بيد مرتجفة
تبدو مهتمة اهتمام اعضاء مجلس الشعب بالبرلمان ال ‘خايب’ و لحظت الخوف بعينيها اللتين تشعان براءة .. كأني أرى شريط افكارها ممتلئا صورا لضحايا أطفال كل من سوريا و غيرها..
يا لدنائتي و انا افكر ب’ه’ في خضم كل ذاك.. هه و بماذا سيودي التفكير!
– يا بتي اتي قايلة الشعب السوداني دا زي الشعب السوري ولا التونسي؟
و بكل عفوية في الحياة تتنهد ثم تهمس :
– كل العايزنو انو يرخصو الاندومي و يرجعو لينا السنيكرز و التويكس..
– بس؟
تزداد حدة صوتها :
– انتي عارفة انو ابوي بدفع في الترحيل مليون و نص كل سنة؟
– مشكلة دي..
– عزة بت خالتو أزاهر قالت انهم حيهاجرو لأنو حيبقى في حرب، اصلو السودانيين ديل جنهم يهاجرو، اذا الناس كلها مشت منو حيطلع للثورة؟
– افتكرتك خايفة
– *مشم* ابدا..
و تدفن رأسها بين ورقة بوستر كبيرة و هي تخط حروفا خضراء ركيكة ل: بسم الله الرحمن الرحيم في المنتصف تماما
ترفع رأسها فجأة واضعة سبابتها بأسفل وجهها متسائلة و تقرر ان توجه إلي بعضا من ما يدور برأسها الصغير :
اها .. اها الساحة الخضرا؟
– نعم؟
– ما ما عندنا ميدان تحرير!
– بتخططي لي شنو يا مجنونه
ثم تنصرف عني بفكرها بعد ان ايقنت اني لم اكن امزح بل أهزأ مذ قليل..
و اتذكر حلمها الصحفي الذي ربما ستعيد النظر فيه يوما من الايام القادمة.. بإذن الله
تمر برأسي أحداث الأيام الفائتة خلسة ثم تمضي..
كما يقول واسيني فقد ضاقت الشوارع والأبواب والنوافذ والنفوس وعقول الناس!
Leave a Reply