اللوم هو أحد أشكال التعبير عن الحب

by Nazim Sirag

قيل لنا زمان في ما معنى المثل
الما رادك ما لامك
لم أكن مقتنع إلى حد بعيد بهذا الكلام
ولكني قبل أيام وقعت أعيني بالصدفة على لوم فريد من نوعه
إحدى بنوت عازة تلاومها وأسمت عازتنا الجميلة نادوس
خطته في جداريتها في الخانة التي توصف حالتها المزاجية والمتعارف على تسميتها بالإستيتاس بلغة الفرنجة
للوهلة الأولى بدا لي الكلام هجوماً غير مبرر
ولكني تمعنت وتمهلت
تأنيت وقرأت ما بين الأسطر
وأعدت النظر مرتين وثلاثاً
فوجدت كلام أهلنا فعلاً حكم فهل تتفقون معي.. تمهلوا وأسبحوا معي في كلماتها

مدخل: والله يا دوك كلامك مثل دوا الملاريا.. مر لكن شافي
عذراً لم أستأذنك في لطش كليماتك وبعض تعليقات المتداخلين عليها
وإدخالها إلى ورشة السمكرة المركزية الإنتهازية الخاصة بنا
فحب الوطن ملكية عامة في قانون عالمنا الإفتراضي

إهداء خاص: إلى ثو والسريرة… ما يجمعكن أنتن الإثنتين وكاتبة الكلمات اللاحقة إمساككن بنواصي اللغة

إهداء عام: لكل محبي لعازة المخلصين
=========================================
إبتدأت بطلتنا كلامها صارخة: يا نادوس أنت …..أم عااااااااااااااااااااقة بأبنائها
وأردفت قائلة:
نحن علي شفا حفرهـ من أن نقتلك….كي نتحرر و نصبح …..أيتام

أوع تتخلعي

عليك الله قابلتك أم بقسوتك

سكتت لبرهة قصيرة واستجمعت أنفاسها ثم قالت:
إنت لو صحي بتسمعي ….وما سادهـ أضان بي طين …والتانية بعجين

كان سمعتي البلعنوك ليل نهار

بقيتي جحيم الله في أرضه

ولم تكتفي بذلك بل واصلت:
إنت بجد ما بتحسي وللا مخدرنك وللا قطعة أرض وبس
دا لو إنت قلبك حجر كان إنفطر
على أولادك

ثم تسائلت بقسوة:
إنت ما عندك قلب ياخ

أخذت نفساً عميقاً.. فلم يكن قول كل هذا الكلام سهلاً عليها.. ولكنها لم تتوقف

وأرتسمت على شفتيها إبتسامة حديدية وهي تقول:
أعلنت عليك الحرب و العصيان و العقوق ……كمان

ثم فقدت بطلتنا المنطق.. وصارت تردح:

أيوة يا ولية انتي يا اللي إسمك نادوس

ختي كلامي دا حلقة في ودنك

تاني غير العجايز ما حتلاقي زول حايم
كبع كبع عكاكيزهم تخبط في ضهرك
ياكلوا و يشربوا و يقضوا إحتياجاتهم البيلوجية
و يمصوا خيرك و يرموهو …..ماليزيا
لمن إنت زاتك ما تعرفي روحك

عاجبك إنك لسة صغيرهـ
اصبري كم سنة
لمن تحتاجي شباب تتكلي عليهم
تتلفتي ما تلاقي غير ….شجرة مليانة سوس

تهبشيها

تتكسر

و إنت تقعي…. تتكسر رقبتك
====================================
جاءها أحد من هبشهم طرف السوط
وكان قد هلع من هذا الكلام مثلي تماماً عندما قرأته أول مرة.. المهم أنه خاطب بطلتنا:

لم تكن نادوسك يوماً مخطئة !!
راجعي نفسك ،، لما لم يعلن باقي إخوتك حرباً كحربك

هل هم معجبون بوضعهم أم جبناء أم ماذا برأيك ؟؟

لابأس … عموماً نادوسك لن تخرج لتبحث عنك مجدداً
نادوسك ليست أماً فحسب
وليتك تحبين نادوسك كما أحب أبناء رصم أمه…كما هي سابقا و كما هي الآن
وتذكري هو سودان وليست نادوس
هو وطننا و بيتنا و حياتنا و حياة أجدادنا و أبنائنا من بعدنا
هو وجداني ، شرفي ، مجدي ، و هو قبلي و بعدي
هو سوداننا وليست نادوسك
———————————————————————-
همهمت بطلتنا غاضبة:
أنا و أمي ….إنت جابك شنو لينا
أقول ليها العاوزاهو…وإنت مالك

وتشاغلت عنه بسؤال أحد من من الله عليهم بجنسية أخرى
كان قد سألها بكل براءة: إنت قدر الكلام دا… يعني المشكلة في نادوس مافينا إحنا

فسألته:
هو نادوس مسؤولة لمن تجي تعمل لي أنا تهديد و وعيد
الزول ما يعبر معاكم….عاين شوف لي بوزيشن معاك
و وريني جنسيتكم دي الزول بياخدا بعد كم
==========================
عاد المهبوش قائلاً:
صدقيني سيأتي يوم تبحثين فيه عن جوازك السوداني !!
وذلك عندما نغيير أنفسنا و نصبح كما يجب أن نكون ،
عندما نحب أرضنا ، عندما نحترم بعضنا ، عندما نقدر آراء بعضنا
عندما يرقى حوارنا إلى مستوى الإنسانية
لا كما في صفحات الفيس و أركان النقاش العقيم
وهذا اليوم قد دنا ، لأنك و أمثالك كثر ستخرجون من هذا السودان
—————————————————————————————–
بعدها بوغتت بطلتنا بمداخلة كشفت أقنعة كراهيتها الزائفة كان فحواها:

وصال عندي أسئلة لي نادوسنا

لو عرفنا نجاوبها يمكن نتصالح مع انفسنا أو معاها
هل ذنب جيلنا أنه جاء فارغ الرؤى والإبداع … سطحي الوطنية

ام أننا وراث تركة مثقلة بالديون المستحقة للوطن من الأجيال التي سبقتنا؟

ماهو سن التكليف بالقيام بالواجبات الوطنية لكل جيل
ماهو سن التقاعد للأجيال السابقة

عندما تخرج لمعترك الحياة و تجد كل ما حولك تسيطر عليه عقليات ديناصورية تمارس الوصاية على الشباب بحجة أنه ناقص عقل ووطنية ؟

ماذا قدمت لنا الأجيال السابقة حتى تأهلنا و تمنحنا شهادة النضوج
قبل أن تسلمنا راية نادوس ؟

من يمنح شهادات عليا في الجراحة الوطنية
حتى يسمح لنفسه أن يقرر أن بالوطن عضو فاسد
لابد من بتره حفاظاً على باقي الاعضاء
ومن ثم يتدخل لبتره بنفسه
+++++++++++++++++++++++++++++++++
عذراً على الإطالة.. إنتهت الحدوتة


Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *